مجلة الثانوية - مجلة علمية، ثقافية وأدبية
تصدر شهريا من طرف ثانوية الشهداء الاخوة خضراوي، زريبة الوادي
مجلة الثانوية - مجلة علمية، ثقافية وأدبية
تصدر شهريا من طرف ثانوية الشهداء الاخوة خضراوي، زريبة الوادي
تُعد الفيروسات من أكثر الكائنات الحية إثارةً وغموضًا؛ فهي لا تعيش ولا تتكاثر بشكلٍ طبيعي خارج الكائنات الحية، لكنها عند دخولها خلية حية تصبح نشطة ومؤثرة، تتكاثر بسرعة وتنشر العدوى. في هذا المقال نستعرض دورة حياة الفيروسات، وكيف تتمكن من اختراق الخلايا وتكرار نفسها، لنفهم بشكلٍ أوضح الآلية التي تتبعها في إصابة الجسم ونشر الأمراض.
تتبع الفيروسات خطة متكاملة لغزو الخلايا، تنقسم إلى عدة مراحل يمكن وصفها بالتكتيكية! ورغم أن التفاصيل قد تختلف بين الفيروسات، إلا أن المخطط العام يظل متشابهاً.
أول خطوة في حياة الفيروس تبدأ بالعثور على ضحيته المناسبة. يبحث الفيروس عن خلية تحمل مستقبلات على سطحها تناسبه، مثل مفتاح وقفل. بمجرد العثور على هذه المستقبلات، يلتصق الفيروس بالخلية بقوة استعدادًا للغزو.
عندما ينجح الفيروس في الارتباط بالخلية، يبدأ بالدخول إليها، وهناك عدة طرق لفعل ذلك. البعض يندمج مع غشاء الخلية ويدخل، والبعض الآخر تستخدمه الخلية بشكل غير مباشر عبر “البلعمة” أو ما يُعرف بابتلاع الجزيئات الخارجية، حيث تبتلع الخلية الفيروس دون أن تدرك أن العدو دخل جسمها.
بعد دخوله الخلية، يمر الفيروس بمرحلة “التجريد من الغلاف“، حيث يتحرر حمضه النووي (المادة الوراثية) من غلافه البروتيني ليصبح جاهزًا للاستيلاء على الخلية. والآن، تبدأ الفيروسات بإعداد نفسها لتكرار المعلومات الوراثية، وكأنها تأخذ “نسخًا” لإنتاج المزيد.
في هذه المرحلة، يتحول الفيروس إلى “قائد” داخل الخلية، حيث يستغل كل مواردها و”يجبرها” على نسخ مادته الوراثية وإنتاج البروتينات اللازمة لتكوين فيروسات جديدة. تخيل الأمر كأنه مصنع مجبر على العمل على مدار الساعة لإنتاج “جيش” من الفيروسات الصغيرة.
بعد الانتهاء من إنتاج المادة الوراثية والبروتينات، يبدأ الفيروس في تجميع مكوناته، لتكوين فيروسات جديدة جاهزة للانتقال إلى خلايا جديدة.
وهنا تأتي المرحلة النهائية، حيث تنطلق الفيروسات الجديدة من الخلية، إما عبر “تفجير” الخلية المضيفة وتدميرها، أو عبر الخروج تدريجيًا دون تدميرها بالكامل. في كلتا الحالتين، تبدأ الفيروسات في البحث عن خلايا جديدة لتكرار الدورة مرة أخرى.