مجلة الثانوية - مجلة علمية، ثقافية وأدبية
تصدر شهريا من طرف ثانوية الشهداء الاخوة خضراوي، زريبة الوادي
مجلة الثانوية - مجلة علمية، ثقافية وأدبية
تصدر شهريا من طرف ثانوية الشهداء الاخوة خضراوي، زريبة الوادي
هذا العالم الغريب يطرح علينا سؤالًا مثيرًا: هل نفهم حقًا ما نعيشه؟ أم أن الكون أعقد وأغرب بكثير مما نتصور؟
فيزياء الكم تدرس سلوك الجسيمات الدقيقة مثل الإلكترونات والفوتونات. في هذا العالم الصغير، لا تنطبق القوانين التي نعرفها في حياتنا اليومية. بدلاً من القواعد المنطقية والواضحة، تظهر لنا قوانين غريبة ومفاجئة أذهلت العلماء لسنوات.
في عالم الكم، يمكن للجسيم أن يوجد في أكثر من حالة في الوقت نفسه. تُعرف هذه الحالة باسم “التراكب الكمي”.
مثال على ذلك: يمكن لإلكترون أن يكون في مكانين مختلفين أو يتحرك في اتجاهين في نفس اللحظة.
هذه الفكرة ألهمت تجربة “قطة شرودينغر” الشهيرة، حيث تخيل العالم إروين شرودينغر قطة داخل صندوق، تكون حية وميتة في الوقت ذاته، إلى أن يُفتح الصندوق وتُعرف الحقيقة.
من أغرب ظواهر الكم، ما يُعرف بـ”التشابك الكمي”. عندما يتشابك جسيمان، يبقيان متصلين بطريقة عجيبة.
تغيير حالة أحدهما يؤثر فورًا على الآخر، حتى لو فصلهما ملايين الكيلومترات!
ألبرت أينشتاين وصف هذه الظاهرة بـ”التأثير الشبحي عن بُعد”.
اليوم، يعمل العلماء على استخدامها في التشفير والاتصالات الآمنة.
في حياتنا اليومية، نستطيع معرفة موقع وسرعة السيارة بدقة.
لكن في عالم الكم، لا يمكن تحديد مكان وسرعة الجسيم بدقة في آن واحد.
هذا ما يُعرف بـ**”مبدأ عدم اليقين لهايزنبرغ”**.
كلما زادت دقتنا في معرفة موقع الجسيم، قلت قدرتنا على معرفة سرعته، والعكس صحيح.
فيزياء الكم تكشف أن الجسيمات مثل الإلكترونات والفوتونات يمكنها أن تتصرف كموجات، والعكس صحيح!
تجربة شقوق يونغ أكدت هذه الظاهرة.
فعندما تمر الجسيمات عبر شقين، يظهر نمط موجي على الشاشة.
لكن بمجرد مراقبتها، تبدأ بالتصرف كجسيمات فقط!
في فيزياء الكم، هناك تأثير غريب للمراقبة؛ عندما نراقب الجسيمات، فإن سلوكها يتغير. هذا يعني أن الجسيمات “تقرر” سلوكها وفقاً لما نراه. هذا السلوك يشبه أفلام الخيال العلمي، لكن تجارب عديدة أثبتت أن مجرد مراقبة جزيئات الكم يمكن أن تغير من نتائجها، وكأن هذه الجسيمات تعلم أنها تحت المراقبة!
رغم غرابة فيزياء الكم، إلا أنها تحمل مفاتيح لفهم أعمق للكون.
يرى العلماء أن التقدم في هذا المجال قد يقودنا إلى نظرية موحدة تدمج بين ميكانيكا الكم والنسبية، وتكشف لنا أسرار الكون الكبرى.