الحياة البرية في الصحراء الجزائرية

تغطي صحراء الجزائر أكثر من ثمانين في المئة من مساحة البلاد، وهي جزء من الصحراء الكبرى التي تمتد عبر العديد من دول شمال أفريقيا. هذا المكان الشاسع يمكن أن يبدو قاسيًا وصعبًا على الحياة، لكن الكائنات الصحراوية أظهرت قدرة مذهلة على البقاء. الحرارة الحارقة، قلة الأمطار، والرياح العاتية ليست سوى بعض التحديات التي تواجهها الحيوانات والنباتات هنا. لكن على الرغم من كل ذلك، الحياة موجودة في كل زاوية.

مياه لبحيرة صحراوية في الجزائر 29 سبتمبر 2024 – تصوير وكالة ناسا

كيف تجد الحيوانات طعامها وماءها؟

الحيوانات في الصحراء الجزائرية تطور استراتيجيات ذكية للبقاء. لنأخذ مثالًا على ذلك: الفنك، الثعلب الصحراوي ذو الأذن الكبيرة، الذي يمكنه العيش بدون شرب الماء مباشرة! يعتمد الفنك على تناول الحشرات والقوارض التي تحتوي على الماء، ويخرج ليلاً لتجنب حرارة النهار. كائن آخر مثير هو الغزال الصحراوي، الذي يتنقل بين الكثبان الرملية بحثًا عن أي نقطة ماء قد تكون مخفية تحت الرمال.

Fennec

والضبع الذي يستطيع تحمل الجفاف لفترات طويلة، ويعتمد على الطعام الذي يجده في الليل.

النباتات: الحياة الصامتة التي تتحمل العطش

أما في ما يتعلق بالنباتات، فهي تتمتع بقدرة لا تصدق على التكيف مع قلة المياه. نباتات مثل الشيح والأثل تُظهر قوة تحمل رائعة للحرارة والجفاف. هذه النباتات لا تقتصر فقط على كونها مقاومة للجفاف، بل هي مهمة أيضًا في تكوين بيئة الحياة للحيوانات الصحراوية، حيث توفر بعض الظل والحماية.

الشيح الصحراوي من جنوب ولاية الجلفة

الحيوانات الليلية: صائدات الليل المدهشات

في الصحراء الجزائرية، تنشط الكثير من الحيوانات في الليل بسبب حرارة النهار القاسية. من بين هذه الحيوانات، نجد الجرذ الصحراوي، الذي يعيش في جحور تحت الأرض ليحمي نفسه من حرارة الشمس. كما أن الخفافيش تتنقل في السماء ليلاً، باحثة عن الحشرات التي تشكل مصدر غذائها.

الطيور: سفراء السماء الصحراوية

الطير في الصحراء الجزائرية ليس أقل إثارة من باقي الكائنات البرية. النسور الصحراوية، تلك الطيور الكبيرة التي تحلق فوق الكثبان الرملية، تراقب الأرض بحثًا عن فريسة. ومن الطيور الصغيرة، نجد الحمام الصحراوي الذي يتنقل بين الصخور ليبحث عن الحبوب والمواد الغذائية الأخرى.

كيف تتأقلم الكائنات مع الظروف؟

الحيوانات والنباتات في الصحراء ليست مجرد كائنات تتحمل الحياة، بل هي كائنات ذكية تتقن فن البقاء. على سبيل المثال، بعض الحيوانات تطور ألوانًا تساعدها على التمويه بين الرمال، مما يجعلها أقل عرضة للتهديدات. أما أذان الفنك الكبيرة، فهي ليست مجرد سمة جمالية، بل تساعده في تبريد جسمه والتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة.

بعض الحيوانات الأخرى مثل الزواحف تمتلك قدرة فريدة على الحفاظ على المياه، كما أنها تختبئ في النهار داخل جحور ضيقة أو تحت الصخور للحفاظ على برودة أجسامها.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *